تقع كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس في حي الزيتون بمدينة غزة، وتُعد أقدم كنيسة في المدينة وثالث أقدم كنيسة في العالم، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الخامس الميلادي. سُميت الكنيسة نسبةً إلى القديس برفيريوس، أسقف غزة الذي توفي عام 420 ميلادي ودُفن في الزاوية الشمالية الشرقية للكنيسة. تُعرف الكنيسة أيضًا باسم "كنيسة المقبرة" نظرًا لوجود مقبرة مسيحية تاريخية تحيط بها، تضم شواهد قبور تعود إلى الفترة بين 1872 و1912 ميلادي، وتُعد سجلًا مهمًا لتاريخ العائلات المسيحية في غزة خلال العهد العثماني.
في أكتوبر 2023، تعرضت الكنيسة لقصف جوي إسرائيلي أدى إلى أضرار جسيمة في أحد مباني المجمع، مما أسفر عن مقتل 18 شخصًا على الأقل، بينهم أطفال، كانوا قد لجأوا إلى الكنيسة بحثًا عن مأوى آمن. كما أُصيب مبنى وكلاء الكنيسة، الذي كان يؤوي عددًا من العائلات الفلسطينية، المسيحية والمسلمة، بأضرار بالغة.
تُعد هذه الاعتداءات انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف دور العبادة والمواقع الدينية. وقد أدانت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس هذا القصف، واصفةً إياه بـ"جريمة حرب.
تُعتبر كنيسة القديس برفيريوس ومقبرتها المحيطة بها من المعالم التاريخية والدينية البارزة في غزة، حيث تُجسد تاريخ التعايش الديني والثقافي في المدينة. كما تُعد المقبرة سجلًا مهمًا لتاريخ العائلات المسيحية في غزة خلال العهد العثماني، وتُسلط الضوء على التراث العربي المسيحي في المنطقة.
إن استهداف الكنيسة والمقبرة يُمثل تهديدًا للتراث الثقافي والديني في غزة، ويؤكد على ضرورة حماية المواقع الدينية والتاريخية في فلسطين، وضمان احترام القانون الدولي الإنساني.