
معلومات عن تقرير
شهود الحقيقة ضحايا الحرب
تفاصيل عن التقرير:
منذ اندلاع حرب طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وجد الصحفيون الفلسطينيون أنفسهم في قلب واحدة من أعنف الحملات الممنهجة ضد الصحافة في التاريخ المعاصر. فبدل أن يحظوا بالحماية التي يكفلها لهم القانون الدولي الإنساني، تحوّلوا إلى أهداف مباشرة لآلة الحرب الإسرائيلية، في مشهد يعكس سياسة مدروسة لإسكات الشهود وطمس الحقائق، ومنع العالم من الاطلاع على الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة وساحاته المدمّرة.
لقد بات استهداف الصحفيين جزءًا أصيلًا من استراتيجية الاحتلال الرامية إلى تكميم الأفواه وإخفاء الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، في انتهاك صارخ لحرية الإعلام والحق الأصيل للشعوب في الوصول إلى المعلومات. هدف الاحتلال من ذلك أن يكون الصحفيون رسلًا للحقيقة ومحاة الذاكرة الجمعية، جرى التّعامل معهم كخصوم يجب تصفيتهم، وكشفهم أمام حرية الاحتلال ومحاولاته لفرض روايته الوحيدة على العالم.
الأرقام الموثقة تكشف حجم الفاجعة؛ فقد سجلت حرب طوفان الأقصى أكبر مجزرة بحق الصحفيين في العالم خلال فترة زمنية قصيرة. ووفق إحصاءات نقابة الصحفيين الفلسطينيين حتى الأول من أكتوبر 2025، بلغ عدد الصحفيين الذين استشهدوا أكثر من 245 صحفيًا، بينهم مراسلون ميدانيون ومصورون صحفيون وموظفون في مؤسسات إعلامية محلية ودولية. هذا الرقم الصادم لا يعكس مجرد خسارة فردية، بل يُظهر بوضوح حجم السياسة المتعمدة لتجريف الساحة الإعلامية الفلسطينية وتجريدها من أصوات الشاهد.