منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عدوان عسكري واسع النطاق ضد قطاع غزة،
اتسم بطابع ممنهج وغير مسبوق في حجم الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق السكان المدنيين. وقد أسفر هذا العدوان عن مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة أعداد هائلة بجروح بليغة، وتدمير شبه كامل للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومخيمات الإيواء، الأمر الذي تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ومن أبرز صور الجرائم ما شهده القطاع من استهداف متعمد ومتكرر لخيام النازحين داخلياً، والذين فروا من منازلهم تحت القصف بحثاً عن ملاذ آمن. وقد وقعت هذه الهجمات في مناطق أعلنتها سلطات الاحتلال مسبقاً
بأنها “مناطق آمنة”، مثل دير البلح، المواصي، ورفح، مما يكشف عن نية واضحة في إيقاع أكبر قدر ممكن من
الخسائر البشرية بين المدنيين، ويدحض المزاعم الإسرائيلية حول اتخاذها تدابير احترازية لحماية المدنيين.

إن هذا النمط من الهجمات، إلى جانب سياسات الحصار والتجويع والتهجير القسري الجماعي، يشكل انتهاك
لقواعد القانون الدولي الإنساني، وقد يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بل وجرائم الإبادة الجماعية الأمر الذي يستدعي تدخلاً دولياُ عاجلاُ وجاداً لضمان المساءلة ووقف العدوان.