يوثق هذا القسم الجرائم التي استهدفت الأطفال الفلسطينيين خلال الحرب على قطاع غزة، بما في ذلك الهجمات العشوائية والقصف الذي أسفر عن قتل وجرح مئات الأطفال الأبرياء. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن قطاع غزة أصبح أخطر مكان للأطفال في العالم ، وقال مسؤول في اليونيسيف "لقد حُكم على طفل مصاب بمرض في قطاع غزة بالموت البطيء لأنه لا يستطيع تلقي العلاج الذي يحتاجه، ومن غير المرجح أن يبقى على قيد الحياة لفترة كافية للخروج من هناك". لقد قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ستة عشر ألف طفل فلسطيني منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.
أطفال ونساء وشيوخ، ضحايا قصف طيران الاحتـ-لال الإسرا-ئيلي على منزل يؤوي عائلات مختلفة نازحة وهم نائمون في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.
بعد 12 يوم من مجزرة مروعة بحق عائلة حمادة والطفلة هند رجب وطاقم الإسعاف التابع للهلال الأحمر ، انسحاب جيش الاحتـ-لال الإسرائيلي من منطقة تل الهوى، واكتشاف تحلل جثامين الشهداء قرب محطة فارس، وآثار الدمار في المنطقة تبين تعمد الاحتـ-لال الإسرائيلي قتل المدنيين والأطفال والمسعفين.
في تاريخ 29 يناير 2024، تلقى الهلال الأحمر الفلسطيني اتصالًا من ليان حمادة (14 عامًا)، حيث طلبت المساعدة. وذكرت أن دبابة إسرائيلية قامت بإطلاق رصاص على سيارتهم في منطقة “دوار المالية” بحي تل الهوى جنوب غربي المدينة. خلال المكالمة، سُمع صوت صراخ الطفلة ليان وصوت كثيف لإطلاق الرصاص، ثم توقفت المكالمة فجأة. وكان الهلال الأحمر الفلسطيني نشر تسجيلا صوتيا، يسمع فيه صوت الطفلة ليان وهي تحاول إخبار خدمات الإسعاف بما يدور حولها، وتقول: “عمو قاعدين بطخوا علينا، الدبابة جنبنا، إحنا بالسيارة وجنبنا الدبابة”، وبعد ذلك سمع صوت إطلاق وابل من الرصاص بينما كانت ليان تصرخ، لينقطع الاتصال معها.
بعد ذلك، حاول أفراد الهلال الأحمر إعادة الاتصال، وتبيَّن أن هند، البالغة من العمر 6 سنوات، ما زالت على قيد الحياة. أوضح سميح حمادة عم الطفلة أنه استمر في التواصل مع هند وحاول تهدئتها بأن سيارة الإسعاف في طريقها لإجلائها من الموقع.
وفي وقت لاحق، وبعد 12 يوم من انقطاع الاتصال بطاقم الهلال الأحمر، عُثر، يوم السبت 10 فبراير 2023، على جثامين الشهداء الطفلة هند رجب حمادة (6 سنوات)، وخمسة من أفراد عائلتها بشار حمادة وبرفقته زوجته وأطفاله محمد (11 عاما) وليان (14 سنة) ورغد (13 عاما)، بعد محاصرة المركبة التي كان تقلهم قبل 12 يوما، في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة. وأعلن الهلال الأحمر العثور على مركبة الإسعاف التابعة له في منطقة تل الهوى بمدينة غزة، أفاد الهلال الأحمر بأنه “جرى العثور على مركبة إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني مقصوفة في منطقة تل الهوى في مدينة غزة، ما أودى بحياة المسعفين يوسف زينو وأحمد المدهون، بعد فقد آثارهما أثناء مهمة إنقاذ الطفلة هند رجب.
انتشال فرق الدفاع المدني لأطفال من تحت الأنقاض إثر قصف طيران الاحتـ-لال الإسرا-ئيلي لمنزلهم.
“أقسم بالله ما هاين علي أسكر عليها”
ثلاثة أطفال أشقاء في نفس الكفن، استشهدوا إثر قصف طيران الاحتـ-لال الإسرا-ئيلي على محافظة دير البلح.
كانت هذه الطبيبة من مستشفى النصر للأطفال نشرت في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي مقطع فيديو من قسم العناية الخاصة من مستشفى النصر وكتبت شهادتها على حسابها على منصة إكس: “عناية مستشفى النصر للأطفال بدون كادر طبي بعد تهديد الدبابات، إسرائيل بتستخدمنا كلنا كدروع بشرية.. كلنا آلاف من البشر بالممرات، شهيدة قصفوها امام الباب بعد محاولتهم الخروج”حتى بعد رفع راية بيضاء”!!!”
وكتبت أيضًا في منشور آخر: “تم إخراجنا كلنا من المشافي الأربعة، بعد أن أُمهلنا نصف ساعة للإخلاء من جانب الدبابات، وسط إطلاق نيرانها حولنا. يارب أنت من رأى ويعرف؟ للنهاية بقينا بجانب المرضى، تخلى عنا وعنهم القريب والغريب، تركنا خلفنا حالتين كانتا تحتاجان تنفس صناعي، خنقتهم إسرائيل بعد قطع أنفاسهم. رفض الصليب والأنروا وكل المؤسسات الدولية مساعدتنا بنقل أحد. حمل بعضنا بمغامرة خاصة بعض الأطفال المرضى. سرنا بجانب جثة الأم التي نعرف أنه تم قنصها وطفلتها منذ 3أيام وهي تفترش الاسفلت في مشهد أؤمن لن ينساه أحد منا!
عندما طل رأس الجندي الفأر من خلف كثبان يحتمي خلفها في منطقة صلاح الدين، قال لنا: يلا قولوا: راحت فلسطين.
سرنا مشيًا 3 ساعات، بين دعاء وقهر وإيمان بالله لايبهت.. صغار وكبار، على كراس متنقلة، محمولين، حاملين. نجر خلفنا خذلان عظيم سيقف في حلوق الكل.”
السيطرة على المستشفيات كانت من الأهداف الرئيسية المعلنة من جيش الاحتـ-لال الإسرا-ئيلي خلال العملية البرية على غزة، وهو ما تحقق بالفعل على أرض الواقع، مشاهد قاسية وتفاصيل مروّعة لجثث أطفال خدّج متحللة في مستشفى النصر في مدينة غزة قصف الطيران وحصار قوات الاحتـ-لال الإسرائيلي، وإجبار القوات الإسرائيلية طاقم المستشفى والمرضى على إخلائه.
بعد ثلاثة أسابيع وبعد انسحاب قوات الاحتـ-لال الإسرائيلي من المنطقة، تمكن مراسل قناة المشهد محمد بعلوشة من الدخول إلى مستشفى النصر للأطفال ليتفاجأ بمشاهد صادمة لجثث أطفال متحللة في قسم العناية منع جيش الاحتلال إخراجها ودفنها.
وفي شهادة مدير مستشفى النصر للأطفال الطبيب مصطفى الكحلوت قال أنه وجه نداء بحالة الأطفال الخمسة الصعبة لإنقاذ حياتهم إلى المنظمات الدولية بما فيها الصليب الأحمر، لكن لم يتلق أي رد، وذكر أنه أبلغ ضابط الجيش الإسرائيلي الذي أنذرهم بالإخلاء النهائي بحالة الأطفال الخمسة على أجهزة التنفس، مؤكدًا أن الضابط أبلغه بأن الجيش علم بذلك وسيتصرف.
قام طيرا ن الاحتلال الإسرائيلي بقصف المنزل المجاور لمنزل عائلة سلمان، ما أدى إلى انهيار منزل عائلة سلمان أيضًا، وقامت فرق الدفاع المدني بانتشال طفلة من تحت ركام المنزل، وانتشال جثث للعديد من الأطفال والنساء.